الخميس، 26 فبراير 2009

وكانت جارتنا مسيحية

وكانت جارتنا مسيحية

اليوم حابب أتكلم عن شئ مهم جدا ً حصلي في حياتي و أعطاني دروس كثيرة أوي , الحكاية تتلخص أنني من أسرة متواضعة الحال جدا ً و كنت في دراستي متفوق لكن كنا متعثرين ماديا ً , فكنت لكي لا أثقل كاهل أبي الذي لا يتحمل كاهله أي إثقال أكثر مما عليه . كنت أعمل في أجازة الصيف لكي أجمع الفلوس ال تكفيني خلال دراستي طوال العام الدراسي ال بعدها . وبالفعل كنت أرجع من عملي الصيفي بعد بداية الدراسة بأسبوعين تقريبا ً لأشتري ملابس العام – طبعا ً طقمين بالكثير أوي – ثم أشتري لوازم الدراسة من أدوات مكتبية و أوراق و كتب الترم الأول و ..... ألخ . ويتبقى معي بعض الفلوس لكتب الترم الثاني التي يدوب تكفي لتصويرها وليس شرائها , وكان كل عام أجي أتزنق في أخر شهرين حيث الفلوس لا تكفي العام كله فأبحث عن أي إنسان يقرضني بعض المال فلا أجد . على الرغم من أنني أنتمي لعائلة مليئة بالمقتدرين ورواد الأندية الكبرى و أصحاب السيارات و المساكن الفارهة ...... ألخ , لكن كلاً منهم في وادي حتى لما كانوا يسألوا عنا كانوا يحبوا يسمعوا جواب واحد فقط ... وهو الحمد لله كله تمام فيتنفسوا الصعداء لأنهم يا حرام كانوا شيلين همنا وأنا كنت أقول في عقلي " إل ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى " و الحقيقة موقفهم ده بيفكرني دائما ً بالساسة ال بيحكمونا لما يسألوا الشعب , ها كل شئ تمام ولا في حاجة بتشتكوا منها ولو إشتكيت يتهمونا إننا مش بيطمر فينا حاجة شعب زي القطط يأكل وينكر ده إحنا مغرقينه في النغنغة , شوف الموبايل ال أصبح مع كل مواطن و لا الدش ال اصبح فوق كل بيت ولا ولا ولا . المهم نرجع لموضوعنا كانت لنا جارة مسيحية الله يجزاها عني كل خير , تسكن بجانبنا كنت أقول لأمي تستلفلي منها شوية فلوس على أن أردها بمجرد عملي بالصيفية , وفعلا كانت الست مش بتتأخر أبداً بل على العكس كانت بتغيثنا على طول , وتمر الأيام و يجي الصيف و اشتغل و أرجع لأسدد ديوني للست جارتنا . لكنها أبت أن تأخذ فلوسها وقالت خلاص دول هدية مني و مش هاخدهم . لأقف أنا مع نفسي و أقول أيهما أقرب إلى الله سبحانه أهالينا المسلمين المتدينين ال عملوا ما شاء الله عمرات عديدة و حجوا بيت الله الحرام , ولا هذه المرآة التي ليست على ديننا ولكنها قامت بكل ما وصى به ديننا . و لذلك كنت دائما ً أحكي هذه القصة لكل من يقابلني عشان أنشر ثقافة إنما الدين المعاملة إنما الدين الأخلاق إنما الدين السلوك . والآن وبعد أن أكرمني الله وفتح عليا في رزقي , لا أنسى أبدا ً صنيعها لي في أيامي الصعبة و حاولت على قدر ما أتاني الله من فضل أن أُسدد هذا الصنيع الطيب لها بعد أن أكرمني الله . وكانت أمي تصف لي فرحتها بإنني لازلت أحاول أن أرد هذا الجميل بعد مرور هذه السنوات عليه . وكنت اردد لأمي هل جزء الإحسان إلا الإحسان .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال

" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "

هدانا الله جميعا ً إلى سواء السبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق