الأربعاء، 25 فبراير 2009

كنتُ إخوانياً

كنتُ إخوانياً

الحقيقة أنا النهاردة هتكلم كلام لحد ماء شائك لكن يشهد الله سبحانه وتعالى أني صادق بكل كلمة سأقولها هنا . أنا شاب مصري عادي تعرفت على شباب الإخوان بالجامعة وشدوني إليهم جدا ً وكنت أنا من بادرهم بسؤالهم عن توجهم السياسي حيث كان لي قراءات كثيرة و على علم بأغلب التوجهات السياسية بالبلد . المهم أخبروني أنهم من الأخوان , ظللت معهم لمدة عام وكان الأخ المسئول عن مجموعة الإخوان بالكلية شاب على خلق وسمته طيب و به الكثير من الخصال الطيبة وهو ما شدني جدا ً إليه و إلى الإنقياد له . وكانت من مميزاته الكبيرة انه كان يطرح أي شئ للنقاش ولا يضغط عليا مطلقا ً إن لم أقتنع برأيه بل يتركني على رأيي ووجهة نظري وهكذا كنت معهم في كل ما يقدمون عليه من فعاليات بالكلية بشرط واحد انها لا تؤثر أبدا ً على دراستي لدرجة أني كنت أرفض أن أتغيب عن أي محاضرة لكي أشترك معهم في أي فعالية وكانوا متفهمين وضعي و رأيي وهكذا كنت معهم لكن بطريقتي الخاصة , وكم كنتُ سعيداً بحالة الإخاء و الصفاء النفسي بيننا جميعا ً .

وطلبت من الأخ المسئول عنا بالكلية ان يعرفني على شباب الأخوان الموجودين بمنطقة سكني حيث إنني طوال عمري منعزل ومش بحب الإختلاط . وكان دائما ً يسوف ويقول إن شاء الله و استمرت الحكاية أكثر من 7 شهور أنا أطلب وهما يسوفوا – بعدين فهمت إنهم كانوا خيفين إني أكون مرشد أو عين عليهم من الشرطة – وبعد فترة عرفوني على شباب الأخوان بمنطقة سكني و كانوا كلهم ذوق و طيبة و في نفس الوقت طلاب في جامعات و كليات محترمة تدل على تفوقهم الدراسي , ومرت الأيام وتخرج الأخ العزيز ال كان مسئول عنا وجاء مكانه أخ أخر , وهنا أحسست بالتغيير حيث جلس معي هذا الأخ و حاول معي أن يلزمني بأشياء معهم بحيث تصبح أولوياتي هي الفعاليات التي تقوم بها الجماعة بالكلية . حاولت أن أفهمه أن لي ترتيب مختلف للأولويات و أني لا أستطيع أن أهمل دارستي التي يكدُ أبي ليل نهار عشان يوفر لي فرصة دراسة كريمة . لكنه لم يتفهم هذا و بعد جدال لأكثر من 3 ساعات إنتهينا كلا ً منا عند موقفه .

بدأت الأيام تجري وأحسست أن الأخوة بالكلية بدءوا يتغيروا معي حيث الكلام سطحي خالص , مفيش أي دعوة لمشاركتهم أي فعاليات داخل الكلية . وهنا أحسست أن هناك شئ غلط فالمبادئ تبخرت أو لنقل تم تغيير ترتيبها حيث إنني لن أكون من أهل الطاعة العمياء وبالتالي فعدم وجودي معهم أفضل . هكذا أحسست منهم ونفس ما حدث معي بالكلية حدث معي بمكان سكني حيث تتبدل طرق التعامل مع تبدل الأشخاص المكلفين بالأعمال نفسهم , وهذا أوصلني لقناعة أن من يؤمن بمبادئ يجب أن يطبقها بشكل صحيح . فالمبدأ هو الحاكم للتصرفات و السلوكيات وليس طبيعة الشخص ومدى تفهمه لما يؤمن به – نلاحظ هنا التشابه الكبير بين هذا المنطق ومنطق كل وزير يجي يلغي سياسة ال قبله وكل رئيس يجي يلغي سياسة ال قبله . يعني مفيش سياسات موحدة موضوعة لنهضة الأمة و الكل يلتزم بها بغض النظر من يأتي ومن يذهب , شوفوا كدة بأمريكا جاء رجل أسود لكن هتجدوا كل شئ ماشي في نفس الإتجاه لكن بأسلوب مختلف فقط لكن الثوابت واحدة - علم الله أني لم أنكر عليهم دينا ً ولا علما ً ولا خلقا ً لكني أنكرت عليهم أسلوب تعامل أنكرت عليهم أسلوب تفكير . كانت المعضلة الأهم و الأكثر تسببا ً للخلاف بيني وبينهم هي أنني أرى انه لا طاعة عمياء أبدا ً لبشر بعد الأنبياء حيث طريقك لطاعتي لك يمر بعقلي . لكي أعقل كل شئ و افهم منطقه و كنهه لا طاعة عمياء كالأنعام , وكنت دائما ً أردد لهم مقولتي كيف أعطل مناط التكليف الذي ميزني به الله سبحانه وتعالى عن باقي مخلوقاته , وهو الذي بسببه سأحاسب في الآخرة عن عملي بالدنيا . ولم أجد أبدا ً إجابة شافية منهم لسؤالي . كان هذا منذ عشر سنوات , وبعد كل هذه السنوات التي انقضت على التجربة وبعد النظر مليا ً لحياتنا السياسية بمصر عرفت أن الانخراط في أي عمل سياسي تابع لأي حزب أو تنظيم سياسي يوجب عليك أن تسمع و تُطيع بلا نقاش حتى الحزب الوطني نفسه يعمل بنفس الطريقة السمع و الطاعة "لا تناقش و لا تجادل يا أخ علي" . عشان كدة أنا قررت انضم لحزب أسسته بنفسي وهو حزب أسرتي كيف أخرج بها لبر الأمان كيف أكون قدوة للمسلم المتحضر المتدين المتعلم المثقف الذي ينأ بنفسه عن سفاسف الأمور و أصبحت هذه نظريتي التي أسعى أن أطبقها بنفسي ولنفسي , ونسأل الله سبحانه وتعالى لنا جميعا ً الستر في الدنيا و الآخرة .

و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

هناك تعليق واحد:

  1. عشان كدة أنا قررت انضم لحزب أسسته بنفسي وهو حزب أسرتي كيف أخرج بها لبر الأمان كيف أكون قدوة للمسلم المتحضر المتدين المتعلم المثقف الذي ينأ بنفسه عن سفاسف الأمور و أصبحت هذه نظريتي التي أسعى أن أطبقها بنفسي ولنفسي ,

    يؤتي الحكمة من يشاء
    لا افهم ما حاجة المسلم لحزب او شيخ طالما انه قادر على القراءة؟!
    من يبحث عن الله يجده
    ومن يريد ان يرتقي باسلامه ويتعلم ويتفقه في امور دينه يستطيع
    انا ممن لا يثقون بالمشايخ ولا بالأحزاب وخاصة في المرحلة الأخيرة
    أصبح لكل مسلم شيخ يأخذ منه وما يقوله شيخه هو الصحيح وما يقوله الأخرين ..........
    تحياتي وتقديري

    ردحذف