ماذا حدث للمصريين

لا أعلم ماذا حل بالمصريين . أنا الآن بمصر المحروسة وهي في عقلي هكذا و ستظل , لكن ماذا حل بناسها . في كل مكان بذهب له أجدهم تحولوا من بشر متسامح كما كانوا منذ سنين إلى وحوش كل منهم يبحث عن فرصة يقتنص فيها الآخر سواء كان الاقتناص هذا لماله أو لنفسه أو لزوجته أو لأولاده , وكل واحد متخصص في نوع معين من الاقتناص . كل واحد داخل مصر الآن يتوعد من يأتي تحته في معاملة ما أو لقضاء مصلحة ما . يتوعده ويضعه تحت ضرسه ويضطر الآخر للرضوخ من أجل أن تتم معاملته لكن يضمر لباقي البشر إحساس الانتقام منهم على ما فعل فيه وهو يجري وراء معاملته لقضائها وبالتالي ينتظر الفرصة تسنح عندما تأتي جموع البشر له في قضاء حوائجهم عنده ليضعهم تحت ضرسه و يضغط ويستمر في الضغط , وهكذا أصبحنا ولم نكن هكذا أبدا ً عمري ليس كبيرا فلم أشاهد العصر الجميل للمصري وعلاقته مع باقي الناس . لكني قرأت كثيرا كثيراً و كونت فكرة عن كيف كان يتعامل و عندي بواقي مشاهدات من الصغر تؤيد كل ما قرأته . لكن الآن فقدنا كل شئ , وعندما تبحث عن السبب يطالعك البعض ببعض الحجج ومنها الظروف الاقتصادية الصعبة و الضغط العصبي ال الناس عايشة فيه دائما ببلادنا .لا يا أخواني الأعزاء ده كلام مش في محله , اعتقد إن السبب الرئيسي في الحال الذي وصلنا له هو عدم الرضا الذي أصبح يغلف حياتنا كلها , فالسائق غير راضي عن مهنته و ينظر للسيارات الفارهة التي تمشي بجانبه على الطريق ويحسد أصحابها و لا يستطيع الانتقام منهم فينتقم من الركاب التي تركب معه, و المدرس و الموظف و المحاسب و المهندس و الطبيب كل دول بيشوفوا إعلانات التلفزيون التي لا يجوز رؤيتها لمن هم في مستوانا الاجتماعي . حيث ترى فيها فيلل فارهة و شاليهات جميلة و موبيليات باهظة الثمن و سيارات لم نخلق لها ولم تصنع لنا , وبالتالي يبدأ كل واحد من هؤلاء في البحث عن طرق دخل يستطيع من خلالها الفوز بمثل هذه الفرص التي يراها من حقه ولما لا و هو إنسان ومن يستحوذ عليها أيضا إنسان !!!!!!!!!!!!!!!! بجلس كثير مع نفسي أفكر هل هو ده الصح ولا لأ هل هي دي الحياة الجميلة التي نريد عيشها على سطح هذه الأرض أم لأ . طيب وبعدين بعد الجري واللهث وراء كل هذه الزخارف و الخروج من عملية مشبوهة لتمويل هذه الأحلام للدخول في أخرى بعد ده كله بنعيش تعساء طبعا و بنموت تعساء , طيب ليه ما نفكرش أن الدنيا دي فترة زمنية صغيرة نجتهد فيها آه طبعا لكن لا نتحول إلى وحوش فيها يأكل بعضنا بعض وبعدين نسيبها ونموت , يعني أنا ما عنديش عربية مثلا في الدنيا ,أفكر ان ربنا هيديني عربية في الآخرة يا سلام بس كدة اه , طيب ما عنديش فيلة بحمام سباحة في الدنيا ليه ما فكرش ان هيكون في الآخرة عندي فيلة بحمام سباحة وهكذا تخيلوا معايا الدنيا هتتحول إزاي وهيتحول اهلها إزاي إلى بشر بمعنى بشر مش وحوش كل منهم شاهر مخالبه ليقتل الآخر , وفي النهاية لن ننال منها إلا ما قسم لنا

يا بخت القنوع يا بخت الذي رضيَ بقدر الله سبحانه فإنه يعيشُ أبدا ً سعيد و له في الآخرة من الله الكرم

وقد قال العقلاء قبلنا

ما كان لك لا يصل إلى غيرك

وما كان لغيرك لا يصل إليك