
كنتُ إخوانياً
الحقيقة أنا النهاردة هتكلم كلام لحد ماء شائك لكن يشهد الله سبحانه وتعالى أني صادق بكل كلمة سأقولها هنا . أنا شاب مصري عادي تعرفت على شباب الإخوان بالجامعة وشدوني إليهم جدا ً وكنت أنا من بادرهم بسؤالهم عن توجهم السياسي حيث كان لي قراءات كثيرة و على علم بأغلب التوجهات السياسية بالبلد . المهم أخبروني أنهم من الأخوان , ظللت معهم لمدة عام وكان الأخ المسئول عن مجموعة الإخوان بالكلية شاب على خلق وسمته طيب و به الكثير من الخصال الطيبة وهو ما شدني جدا ً إليه و إلى الإنقياد له . وكانت من مميزاته الكبيرة انه كان يطرح أي شئ للنقاش ولا يضغط عليا مطلقا ً إن لم أقتنع برأيه بل يتركني على رأيي ووجهة نظري وهكذا كنت معهم في كل ما يقدمون عليه من فعاليات بالكلية بشرط واحد انها لا تؤثر أبدا ً على دراستي لدرجة أني كنت أرفض أن أتغيب عن أي محاضرة لكي أشترك معهم في أي فعالية وكانوا متفهمين وضعي و رأيي وهكذا كنت معهم لكن بطريقتي الخاصة , وكم كنتُ سعيداً بحالة الإخاء و الصفاء النفسي بيننا جميعا ً .
وطلبت من الأخ المسئول عنا بالكلية ان يعرفني على شباب الأخوان الموجودين بمنطقة سكني حيث إنني طوال عمري منعزل ومش بحب الإختلاط . وكان دائما ً يسوف ويقول إن شاء الله و استمرت الحكاية أكثر من 7 شهور أنا أطلب وهما يسوفوا – بعدين فهمت إنهم كانوا خيفين إني أكون مرشد أو عين عليهم من الشرطة – وبعد فترة عرفوني على شباب الأخوان بمنطقة سكني و كانوا كلهم ذوق و طيبة و في نفس الوقت طلاب في جامعات و كليات محترمة تدل على تفوقهم الدراسي , ومرت الأيام وتخرج الأخ العزيز ال كان مسئول عنا وجاء مكانه أخ أخر , وهنا أحسست بالتغيير حيث جلس معي هذا الأخ و حاول معي أن يلزمني بأشياء معهم بحيث تصبح أولوياتي هي الفعاليات التي تقوم بها الجماعة بالكلية . حاولت أن أفهمه أن لي ترتيب مختلف للأولويات و أني لا أستطيع أن أهمل دارستي التي يكدُ أبي ليل نهار عشان يوفر لي فرصة دراسة كريمة . لكنه لم يتفهم هذا و بعد جدال لأكثر من 3 ساعات إنتهينا كلا ً منا عند موقفه .
بدأت الأيام تجري وأحسست أن الأخوة بالكلية بدءوا يتغيروا معي حيث الكلام سطحي خالص , مفيش أي دعوة لمشاركتهم أي فعاليات داخل الكلية . وهنا أحسست أن هناك شئ غلط فالمبادئ تبخرت أو لنقل تم تغيير ترتيبها حيث إنني لن أكون من أهل الطاعة العمياء وبالتالي فعدم وجودي معهم أفضل . هكذا أحسست منهم ونفس ما حدث معي بالكلية حدث معي بمكان سكني حيث تتبدل طرق التعامل مع تبدل الأشخاص المكلفين بالأعمال نفسهم , وهذا أوصلني لقناعة أن من يؤمن بمبادئ يجب أن يطبقها بشكل صحيح . فالمبدأ هو الحاكم للتصرفات و السلوكيات وليس طبيعة الشخص ومدى تفهمه لما يؤمن به – نلاحظ هنا التشابه الكبير بين هذا المنطق ومنطق كل وزير يجي يلغي سياسة ال قبله وكل رئيس يجي يلغي سياسة ال قبله . يعني مفيش سياسات موحدة موضوعة لنهضة الأمة و الكل يلتزم بها بغض النظر من يأتي ومن يذهب , شوفوا كدة بأمريكا جاء رجل أسود لكن هتجدوا كل شئ ماشي في نفس الإتجاه لكن بأسلوب مختلف فقط لكن الثوابت واحدة -
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين